Plan du site | 14 visiteurs actifs |
|
Articles
سليمان مصطفى زبيس المهندسون المعماريون التونسيون في العصور الإسلامية اعتاد أهل الفن والصناعة في العصور الإسلامية في تونس وخارج تونس تسجيل أسمائهم على منتوجاتهم بناء كانت أو مصنوعات غضارية أو معدنية كالأواني بأنواعها والقناديل وما إلى ذلك وأن تيسر للبلاد الشرقية أن تجمع جانبا مهما من هذه الأسماء إلا أن تونس بقي الفنانون من أهلها مجهولين أولا – لقلة ما بقي من آثارهم وتلفها من أجل التهاون بها وإهمال الكثير منها ثانيا- لعدم توفر وسائل التفتيش لدينا حتى نلقب عنها ونظفر بإظهارها ذلك لأن الاشتغال بالآثار في هذا القطر هو شيء جديد فرضناه على قوم انتصبوا خصوما للمدينة الإسلامية فصاروا يتصدون لهذه البحوث بأنواع من العراقيل حتى تخفق. ففي انتظار ظروف تمكننا من الضرب على أيدي هؤلاء القوم لمواصلة البحث في هذا الميدان في جو صالح نقدم إلى قراء هذه المجلة الأفاضل بعضا من أسماء منهدسينا التونسيين المسلمين مع آثارهم الباقية تخليدا لذكرهم وإكبارا لفحولتهم واعتبارا للعبقرية التونسية التي ما فتئت تتجلى في أروع مظاهرها بلا انقطاع منذ أقدم العصور إلى اليوم وتفنيدا لما اعتاد القوم من تسمية أزهر فترات تاريخنا القومي القرون الحالكة تشويها وتغريرا وتضليلا وتحقيرا حاملين إيانا على التبرؤ من الأسلاف الأبرار ونبذ تصرفهم المشرف ومؤاخذتهم بما لم تعمل أيديهم. فتح البناء: هذا أقدم المهندسين التونسيين المعروفين. يرجع إليه الفضل في بناء قبة المحراب من جامع الزيتونة بتونس، نجد اسمه مذكورا في نقش بالخط الكوفي داخل القبة وهذا نصه: "بسم الله الرحمان الرحيم مما أمر بعمله الإمام المستعين بالله العباسي طلب ثواب الله وابتغاء مرضاته على يدي نصير مولاه سنة خمسين ومائتين – يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله – صنعه فتح البناء". قلنا أن فتحا هذا بنى القبة اعتمادا على النقش السابق المنقوش عليها غير أننا إذا اعتبرنا أن القبة هي آخر شيء يقع بناؤه بعد بناء كامل المسجد أمكننا أيضا أن نعتبر أن الضمير في (صنعه) يعود إلى مجموع البناء لا إلى جزء منه فيكون فتح هذا هو الباني لجامع الزيتونة كله. وقد ذكر المرحوم محمد بن الخوجة في كتابه معالم التوحيد ([1]) بدون ذكر السند – أن باني جامع الزيتونة مدفون بتربة كانت موجودة إلى أمد قريب في نهج الجلود، فإذا صح هذا الخبر فمن يكون هذا الرجل؟ أيكون هو الباني الأصلي للجامع في عهد حسان ابن النعمان – أو في عهد عبيد الله بن الحبحاب – وهما مجهولان؟ أم يكون صاحبنا فتحا هذا الذي بقي ذكره في الأذهان بفضل النقش المذكور. هذا ما لا يمكن تحقيقه الآن. أحمد البرجيني – أبو الثناء – عبد الله بن القفاص- بشر بن البرجيني : شارك هؤلاء الأربعة في بناء قبة البهو من جامع الزيتونة والمجنبات التي بالصحن وكذلك الداموس وذلك من سنة 380 إلى 385 هـ يشهد بهذا نقشان نقشا على وسادتين تحت البهو هذا نصهما. "بسم الله الرحمان الرحيم صنعه أحمد البرجيني وأبو الثناء وعبد الله القفاص وبشر بن البرجيني وصلى الله على محمد خاتم النبيين." "بسم الله الرحمن الرحيم كان ابتداء العمل به المجنبات والداموس والقبة في شهر ربيع الأول من سنة ثمانين وثلثمائة وتم جميع ذلك في جمادي الأول من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة". يذكر النقشان قبة ومجنبات وداموسا أما القبة فهي من أبدع القباب الإسلامية تركيبا ونقشا وزخرفة وهي أيضا أقدم أنموذج للقبة الفاطمية ([2]) لا بالمغرب فقط بل وفي المشرق. وأما المجنبات فهي مجنبات الصحن الأربع لأن الجامع في الأصل لم يكن له أروقة والدليل على ذلك وجود الكتابة الكوفية الأغلبية السابقة على الواجهة القبلية وأما ا لداموس فلا نعرف عنه شيئا أهو الماجل الموجود الآن أم هو مستودع مطموس ذلك ما لا يمكن الجواب عنه. عبد المعطي بن خلوف و زيادة الله (بن خلوف؟) بنيا الجامع الكبير بسوسة سنة 237 هـ "لا سنة 232 حسب الشائع) وكان ذا ثلاثة عشرة بلاطه عمقا وثلاث مساكب عرضا فزيد في بيت الصلاة ثلاث مساكب أخرى في بداية القرن الخامس هـ. ووضع في أقصى هذه الزيادة المحراب الحالي الذي هو آية من الفن الفاطمي في عهد صنهاجة وهو أحد ثلاثة محاريب صنهاجية ثانيها محراب جامع المنستير الكبير وثلثها محراب مسجد السيدة ([3]) بنفس البلد بنى التوسعة والمحراب المذكورين في جامع سوسة عبد المعطي ابن خلوف وزيادة (بن خلوف؟) يشهد بذلك نقش وضع على آخر أبواب بيت الصلاة من الناحية الغريبة وهذا نص النقش "بسم الله بركة من الله عمل عبد المعطي بن خلوف وزيادة الله" وقد أهمل الناقش تاريخ ولكن الخط – مع بعض زخارف أخرى – تنبئ بأن ذلك لم يكن إلا في بداية القرن الخامس ولعل الأشغال قد أمر بها المعز بن باديس." عبد الغني بن المليلي و عوض بن القيطي يذكر اسمي هذين البناءين نقش يوجد فوق باب جامع الزيتونة الفاتح على سوق العطارين من جهة الصومعة وإليكم النص الكامل للنقش: "بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على النبي محمد وعلى آله وسلم مما أمر بعمله الشيخ أبو محمد عبد الحق بن عبد العزيز بن خراسان في شهر رمضان من سنة أربع وسبعين وأربعمائة ومن بناء عبد الغني بن المليلي وعوض بن القبيطي وصلى الله على النبي محمد وآله." إن البناء المنسوب لهما ليس مقصورا على الباب المذكور بل على البابين الموجودين في سوق العطارين وربما تناول الواجهة الجوفية كلها وينسب لعبد الغني بن المليلي أيضا بناء قبة سيدي بوخريسان وذلك حسب نقش يوجد في أعلى القاعدة وهذا نصه: [1]- محمد ابن الخوجة تاريخ معالم التوحيد تونس المطبعة التونسية 1358- 1939 ص 11. [2] - إن سنة 38 هـ تصادف عهد المنصور الصنهاجي جد المعز بن باديس فإذا نسبنا إلى الفاطميين هذه القمة مع مضي ما يقرب من عشرين سنة على انتقالهم إلى مصر فذلك لأن الأدوار الفنية لا تنتهي بخروج دولة ودخول دولة اخرى مكانها فالفن الفاطمي بالمغرب نعتبره قد استمر إلى أن أتى الموحدون بفن اندلسي مخالف له تمام المخالفة. [3] - السيدة أم ملال عمة المعز بن باديس توفيت سنة 414 هـ في المنصورية ودفنت في المنستير وبني إزاء ضريحها المسجد المعروف بمسجد السيدة. |
|
copyright © 2005 - slimane mostafa zbiss - par hanene zbiss - réalisation graphique delfino maria rosso - powered by fullxml |