Les origines andalouses | :: ::
|
|
|
- Centenaire - Presse
في مائوية العالم سليمان مصطفى زبيس: ناشر ثقافة الحرف.. والنقوش العربية
نظّمت جمعيّة صيانة المدينة بتستور والجمعية التونسية «معالم ومواقع» بالتعاون مع مكتبة مدينة تونس والمعهد الوطني للتراث، مائوية عميد الأثريين التونسيين، سليمان مصطفى زبيس. |
المائوية كانت يوم الأحد الفارط بدار الثقافة إبراهيم الرياحي بحضور العديد من الدكاترة والمفكرين والمؤرخين كما العديد من القيادات الكشفيّة وعائلة الفقيد وحفيدته الزميلة الصحفية حنان زبيس والإعلامي مراد البجاوي. «الشروق» واكبت هذا اللقاء الذي امتد يوما كاملا جمع عديد الأنشطة ذات العلاقة بالشأن التاريخي والتي تراوحت بين المداخلات والمحاضرات والشهادات في شخص الفقيد، برنامج اللقاء افتتح من طرف السيد رشيد السوسي رئيس جمعية صيانة مدينة تستور الذي أكّد أنّ الفقيد يرقد هانئا بعد مسيرة حافلة ومآثر عظيمة صدرت عن رجل أحب تونس فأثرى الذاكرة الوطنيّة بأعمال لا تزال مرجعا مهما في مجال الحفريات والتأريخ لعلوم الآثار وتاريخ الفنون الإسلاميّة وجاء بعد ذلك على مسيرة حياته ونشأته والخطط الوظيفية التي شغلها وإصداراته وكونه مدرس الآثار بمعهد الدراسات العليا بتونس وكلية الآداب بالجزائر وكان قد انتمى لعضوية المكتب التأسيسي للمجلس الدولي للمعالم والمواقع المنعقد بالبندقيّة، سيما وأنّه العالم العربي الوحيد الذي ساهم في وضع بنود معاهدة هاته الأخيرة والتي تمثّل الإطار التشريعي الدولي لحماية المواقع الأثرية والمعالم التاريخيّة، كما ساهم بأكثر من مائة عنوان في العديد من النشريات العلمية والثقافيّة فضلا عن عمله بالإذاعة التونسيّة والتلفزة التونسيّة من سنة أربع وأربعين وتسعمائة وألف إلى غاية ست وستين وتسعمائة وألف. تلاه الدكتور عبد العزيز الدولاتلي رئيس الجمعية التونسية «معالم ومواقع» الذي أكد في مداخلته، ضرورة العمل على مجالات التراث الثقافي والطبيعي ببرمجة العديد من الندوات التي يكون الهدف منها الخروج بتوصيات لذوي الاختصاص من أجل النهوض بهذا التراث بعد ما آعترته العديد من أشكال التردّي وذلك في الإجتماع المرتقب في تاريخ السادس عشر من شهر جوان المقبل كما التراث الثقافي في جميع المدن التي تهتم بالتراث التقليدي، ونيابة عن السيّد عدنان الوحيشي المدير العام للمعهد الوطني للتراث، أكّد السيّد رضا بوصفّارة وأثنى على الفقيد ومجهوداته في تأسيس هذا الهيكل ليعتبره مفخرة الميدان الأثري، بعد إصداره لسبعة عشر كتابا بصفة فردية وأربعة أخرى بالفرنسيّة وخمسين مقالا بالعربيّة ومثلها بالفرنسيّة علاوة على مقال واحد باللغة الإيطاليّة، وأربعة مقالات أخرى اشرف على تعريبها، ولم ينس أنّه كان أوّل من قام بأولى الحفريات التي تهمّ الحضارة الإسلاميّة سيما اكتشاف جزء كبير من فسيفساء قصر باردو، وأكّد بأن المعهد قرّر بداية الشهر القادم إطلاق اسمه على القاعة الكبرى بالمعهد والمعروفة بـ«الدريبة»، ومن جهة أخرى وفي مداخلة شيّقة أكّد منسّق فقرات الملتقى الدكتور محمّد حسين فنطر، على إعجابه بالحضور الكثيف والرفيع المستوى لشخصيات وطنيّة مثل المربي محمد الطالبي واعتبر الفقيد، المناضل الأول في ميدان التراث العربي الإسلامي وحسب تعبيره يعتبر سليمان مصطفى زبيس من بناة المتوسّط بعد نشره وغيره ثقافة الحرف وتحدث عن علاقته الشخصيّة به وعن المجلّد الصادر حديثا والمهدى لروح الفقيد والذي ساهم فيه العديد من المفكرين من فرنسا والجزائر رالمغرب، وهي لمسة وفاء لما قدمه من جليل الأعمال، ثمّ تناول الدكتور محمد حسين فنطر تدني المستوى التعليمي والثقافي هذا المستوى الذي يكتفي بالثقافة الخفيفة ليؤكد على حصول ثورة في العقول تكون كفيلة بأن من حبّة القمح أن تصبح سنابل، أمّا دون ذلك فلا وجود لثقافة حقيقيّة كما حاضر الدكتور عبد العزيز الدولاتلي، في محور «التطورات والتأثيرات» حول التأريخ الأثري عند العرب المسلمين وتحدث عن علاقة الفقيد بعلماء اللغة الفرنسيين مثل «ويليام مارسي» وتأثيره فيهم بلباسه للشاشيّة وعلمه وفطنته ليؤكد ذلك السيد عبد الحكيم القفصي في مداخلة بعنوان «دراسات أندلسيّة»، الذي أفاض الكأس على مآثر المرحوم من خلال أعماله وعلاقاته الخارجيّة مع الدولة الإسبانيّة وحضوره في العديد من المؤتمرات التي تدخل في خانة قيمته الخطابيّة عميقة، أمّا الدكتور محمد الطالبي فقد سرد تفاصيل صداقته بالمؤرخ وعن معايشتهما لتعليم نادر آنذاك وأكد على فترة التعليم العصري الذي أنتج ثلّة ممن يمثلون حضارتنا مثل «محمد الطاهر بن عاشور» كنوع من معرفة تمثلت جليّا في كتابه «التحليل والتنوير» وأعتبرهم مفخرة تونس بما أنّ معرفتهم كانت تجمّل المعرفة، واعتبره بقطع النظر عن علمه كونه متأدبا، متميّزا في اللغة الفرنسية كما هو كذلك رجل يمثّل اللطف والحضارة متطرّقا إلى الروح الثوريّة التي دخلت على المجتمع كما مثقّفيه في الفترة البورقيبيّة مواصلا الإقرار بدخول تونس بالرغم من بعض الإجتهادات في نكسة فكرية وعلميّة على غير العادة متسائلا : كيف نبدع ونحن ندرّس قتل الأفكار ؟ وعن علم الآثار بمعناه العلمي، عرّج عن أنّه لم يكن معروفا في تونس عكس الغرب الذين اعتنوا به في جانبهم الغربي أما التراث الإسلامي فكان له نصيب القطّ بالنسبة للأسد، وذكر بأنّ سليمان مصطفى زبيس كان من بين من أفاضوا من علمهم وقلمهم في هذا المجال وبذلك يعتبر أوّل من أدخل علم قراءة النقوش علاوة على ترميم الآثار.
وفي نفس هذا المجال وتحت عنوان «علم النقائش الإسلاميّة» تناولت الباحثة والدكتورة المتميّزة رجاء العودي، ماهية مفهوم العلم الجديد الذي لم يعرف سابقا سوى في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر وخصوصا عند الفرنسيين الذين درسوا تاريخ روما وتأثيرها في العالم العربي والإسلامي من خلال دراستها للنقائش اللاتينيّة والتاريخ الروماني البيزنطي، وأتت على دور بعض المستشرقين الذين عثروا على أعمال ونصوص مكتوبة على محامل صلبة مثل الحجر والحديد والحلي وشواهد القبور كما الجوامع والمنازل، بالتوازي مع عرض صور لبعض من هاته النقائش، واكدت أنها وبالرغم من كونها لم تقم بحفريات فإنها اعتبرت الفقيد استاذها كما العديد حيث أنه قام بجمع العديد منها في متحف سيدي بو خريصان الذي اكتشفه المرحوم على أنقاض مقبرة «السلسلة» واعتبرت التحف المعروضة الحاملة لنصوص ذات قيمة من الناحية العلميّة، فريدة من نوعها لأنها نصوص أصليّة في عصور من كتبها مثل النقوش الحفصيّة والتي كانت جميعها مصدر بحث وتحليل علمي، ولم تخف أملها فيما سبق لملاقاة مؤرّخ تونس سيما عندما علمت بذكرياته السيّئة مع المعهد الوطني للتراث لتنجح في مقابلته ليفيدها بأنّ علم النقائش علم صعيب ويتطلب صبرا ودراية كبيرين أحسّهما فيها ليهديها كتابه «النقائش العربيّة بالقيروان» الصادر في سنة ثلاث وثمانين وتسع مائة وألف، كما قالت بأنّه أفادها بأنه يعتبر «بول بوانسو» معلّمه لتواصل ثناءها على مصداقيته العلميّة وأخلاقه العالية، وكرد جميل قامت الباحثة بجمع أعماله بالنسبة للفترة الحفصيّة من منشورات وأكملت ما لم يستطع هو دراسته وجمعه من أنقاض مقبرة الزلاّج ونقائش القرجاني، كما لم تخف الدكتورة رجاء العودي احتجاجها وألمها عندما لفتت النظر لعدم حظوة المرحوم بترجمة لأعماله ضمن كتاب «تراجم تونسيّة» للدكتور أحمد الطويل، معتبرة سليمان مصطفى زبيس ممّن حرّروا المرأة وجعلوها عضوا كاملا وفاعلا في بناء تونس وأكبر دليل على ذلك ما قامت به محدّثتنا من أعمال جاءت بعد ثقة وتشجيع كبيرين من لدنّه.
وعن علاقته بمدينة تستور وآثارها تحدّث المؤرّخ والكاتب ابن تستور المربي الفاضل أحمد الحمروني عن علاقته بالمرحوم وزياراته المتكررة له بمنزله مذكرا بأنّ سليمان مصطفى زبيس ساهم في مجلّة الإذاعة التونسية بخمس مقالات وبأنّه سافر خارج حدود الوطن اثنتين وخمسين مرّة معتبرا إيّاه أباه الروحي وعن ولعه بالنقائش، تحدث عن رواية الفقيد عن ملابسات توقيفه من طرف الجندرمة الفرنسيّة عندما قبض عليه وهويتأبّط مجموعة صور لنقائش القرجاني وكيف أصرّ على أن ينقذ تاريخ تونس، وحينها بدأ اهتمامه بالنقائش عموما، كما تحدّث عن طفولة الفقيد ومسيرة حياته بداية من مسقط رأسه تستور ثمّ باجة وصولا لاستقراره بتونس العاصمة ودعا شباب اليوم للنهل من العلوم والمكتبات الخاصة لبعض الأشخاص من المدينة من بينهم محدّثنا وذلك في زمن غزاه « الفايس بوك».
ابو يسر
الشروق 30 ماي 2013
|
|
Hommage | :: :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
|
News | A partir ce de cette semaine vous pouvez lire régulièrement dans la rubrique "Articles" les articles scientifiques de Slimane Mostapha Zbiss en français et en arabe. Ils seront ajoutés au fur et à mesure |
|